سباق على تحرير توكيلات المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية

في حين توافد المصريون لليوم الخامس على التوالي، على مكاتب الشهر العقاري بالقاهرة والمحافظات المصرية لتحرير توكيلات تأييد المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية. تحدث معارضون مجدداً عن «صعوبات في تحرير التوكيلات».
وتواصلت (الجمعة) مشاهد «جمع توكيلات التأييد» من المواطنين، حيث تنوعت الأعداد التي ظهرت أمام مكاتب الشهر العقاري، بين النساء والرجال وكبار السن؛ وحرص الجميع على إجراء التوكيلات، حاملين أعلام مصر. كما تصدر هاشتاغ «#الشهر_العقاري» مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
ويشترط لقبول الترشح للرئاسة أن يزكي المترشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان)، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 من كل محافظة منها، وفي جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح.
أستاذ العلوم السياسية في مصر، الدكتور طارق فهمي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن مشاهد المواطنين أمام مكاتب التوثيق والزحام كان أمراً متوقعاً وليس مستغرباً، لكون «جمع التوكيلات آلية مهمة للترشح، وتكشف مدى جدية كل مرشح في هذا السباق الانتخابي»، كما أن هذا الإقبال «يعكس حالة زخم وحالة من الحراك، ورُشد من الناخبين»، لافتاً إلى أن تلك المشاهد تؤكد أن «العملية الانتخابية تسير في إطارها الطبيعي».
وبينما حثت أحزاب سياسية أعضائها على جمع توكيلات دعم وتأييد ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، استمر حديث بعض قوى المعارضة عن وجود «صعوبات». ووصفت حملة المرشحة المحتملة جميلة إسماعيل، عملية جمع التوكيلات بـ«المعركة»، التي يتم خوضها «كتفاً بكتف مع كل من قرر اختيار هذا الخيار من مرشحي المعارضة لاستكمال شروط الترشح». كما حمّل المرشح المحتمل أحمد الطنطاوي، في كلمة متلفزة على حسابه الشخصي، على موقع «إكس» (تويتر سابقاً)، (الجمعة) مؤسسات الدولة المصرية «مسؤوليتها في الحفاظ على المسار السياسي مفتوحاً للجميع».
ويلفت فهمي إلى أنه «من حق جميع المرشحين المحتملين أن يتمتعوا بحرية حركة لجمع التوكيلات»، موضحاً أن «ما يطلقه بعضهم من مسميات على عملية جمع التوكيلات، مثل (معركة) أو (حرب) أو (صراع)، هو أمر مقبول في العملية الانتخابية، وهي من أدوات إدارة حملات هؤلاء المرشحين، وبالتالي تأتي في إطارها»، مشيراً إلى شرطين يجب على جميع المرشحين التحلي بها، هما الالتزام بالضوابط، وعدم إلقاء أية (اتهامات جزافاً) من دون إثباته بالبراهين.
وبينما لم يعلن الرئيس السيسي عن ترشحه حتى الآن، واصل حزب «حماة الوطن» حث المواطنين على تحرير التوكيلات لدعم وتأييد ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأكد الحزب متابعة سير إجراء عمل التوكيلات للمواطنين بمقرات الشهر العقاري.
كما نشطت أمانات حزب «مستقبل وطن» (صاحب الأغلبية البرلمانية) بالمحافظات المصرية، لحث المواطنين على تحرير التوكيلات لدعم وتأييد ترشح السيسي. ونشرت صفحات الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر إقبالاً من المواطنين على مكاتب توثيق الشهر العقاري.
إضافة إلى ذلك، قالت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية (الجمعة) إنها «بجميع قنواتها وصحفها ومواقعها وكل وسائل الإعلام التابعة والمملوكة لها ستقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وحملاتهم، التزاماً بالدستور والقوانين وأكواد المجلس الأعلى للصحافة ومواثيق الشرف الإعلامية والصحافية المنظمة لتغطية الانتخابات». وأشارت في بيان إلى تأهب جميع إصداراتها لتقديم أكبر تغطية للحدث الأهم في مصر، بداية من مؤتمر الهيئة الوطنية للانتخابات وإعلان المخطط الزمني؛ مروراً بفترات التوكيلات وفتح باب الترشح وصولاً إلى إجراء الانتخابات والإعادة وفرز النتائج وإعلان الفائز.