اخبار محلية

“ليب 2025”.. نافذة على المستقبل الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي

يواصل مؤتمر “ليب” ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات التقنية عالميًا، حيث يجمع رواد الابتكار وصنّاع القرار لاستعراض أحدث التحولات في الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المتقدمة، والتحول الرقمي، بتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف، ليكون منصة لصياغة ملامح المستقبل الرقمي.

ويُبرز المؤتمر الدور المحوري للتقنية في مختلف المجالات، حيث أسهم الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الاقتصاد والاستثمار عبر تحسين العمليات التجارية، وتعزيز التحليل المالي، وتمكين الشركات الناشئة من تقديم حلول مبتكرة، مما أدى إلى بيئة أعمال أكثر كفاءة.

وفي مجال المواصلات، أحدثت الابتكارات التقنية تحولًا نوعيًا، مع مشاريع مثل السيارات ذاتية القيادة وتطبيقات النقل الذكي، التي تعزز الكفاءة، وتقلل من استهلاك الطاقة والازدحام المروري، كما وُظِّفَت تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تحسين أنظمة إدارة المرور، وتطوير البنية التحتية للنقل العام، بما يشمل الحافلات والقطارات المدعومة بحلول رقمية تسهم في تعزيز الاستدامة وتوفير تجربة تنقل أكثر سهولة وأمانًا للمستخدمين.

وفي الرعاية الصحية، بات الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في تحسين التشخيص الطبي، وتقديم خطط علاج مخصصة، وتحليل البيانات الطبية بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يسهم في رفع جودة الخدمات الصحية، كما أسهمت التقنيات الرقمية في تطوير الرعاية الصحية عن بُعد، عبر المنصات الذكية التي تتيح الاستشارات الطبية الافتراضية، ومراقبة المرضى عن بُعد، إضافة إلى استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية، مما يعزز دقة الإجراءات الطبية، ويرفع كفاءة الخدمات المقدمة للمرضى.

وفي التعليم، فقد أسهمت التقنيات المتقدمة في تطوير أساليب التعلم التفاعلي، وتعزيز تجربة الطلاب عبر الذكاء الاصطناعي والتعليم عن بُعد، مما يتيح فرصًا تعليمية مرنة ومتنوعة، ويواكب تطورات العصر، ويسهم في تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل.

وفي مجال الرياضة، أسهمت التقنيات الحديثة بشكل كبير في تحسين أداء الفرق والرياضيين، حيث طُبِّقَت تقنيات مثل تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) لتحليل المباريات واتخاذ القرارات بشكل أكثر دقة، كما أسهمت أجهزة تتبع الأداء والذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحليل بيانات اللاعبين لتحسين تدريبهم وأدائهم في أثناء المباريات، مما يعزز مستوى التنافسية، ويسهم في تطوير الألعاب الرياضية على مختلف الأصعدة.

وشكلت التقنية الحديثة أيضًا عاملًا أساسيًا في قطاع الطاقة، حيث تؤدي دورًا في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتعزيز استخدام الطاقات المتجددة، وتطوير حلول ذكية لإدارة الموارد، كما انعكس التطور الرقمي على قطاع الترفيه والإعلام، إذ أصبحت تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي جزءًا من صناعة المحتوى، مما يوفر تجارب جديدة وأكثر تفاعلًا للجمهور.

ورغم الفرص الواسعة التي يتيحها التحول الرقمي، تبرز تحديات تتعلق بالتوظيف، والتعليم، والأمن السيبراني، إذ يتطلب هذا التطور مواكبة مستمرة للمهارات المطلوبة في سوق العمل، إلى جانب الحاجة إلى وضع إستراتيجيات لحماية البيانات وتعزيز الأمان الرقمي.

وتعمل المملكة على مواجهة هذه التحديات من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وإطلاق برامج تدريبية متخصصة، وتطوير الأنظمة التشريعية التي تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الحديثة.

يُشار إلى أن المملكة، من خلال تبنيها لثورة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، تمضي بثبات نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام، حيث لا تقتصر الفائدة على تعزيز الإنتاجية في القطاعات المختلفة، بل تمتد إلى تحسين جودة الحياة، وابتكار حلول مستقبلية تلبي احتياجات المجتمع الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى