بايدن يشيد بالاقتصاد ويدعو إلى إنهاء الخلافات في الكونغرس

في أول خطاب له أمام جلسة مشتركة للكونغرس منذ أن سيطر الجمهوريون على مجلس النواب في يناير (كانون الثاني) الماضي، أشار بايدن إلى التقدم المحرز في الاقتصاد عقب جائحة كورونا، وشدد على أن الكونغرس المنقسم بشدة يمكن أن يتغلب على خلافاته.
وقال الديمقراطي في خطاب حالة الاتحاد: “كثيراً ما قيل لنا إن الديمقراطيين والجمهوريين لا يستطيعون العمل معاً. ولكن على مدى العامين الماضيين، أثبتنا خطأ المتشككين والمعارضين”، وأضاف “أقول لأصدقائي الجمهوريين إنه إذا كنا قد تمكنا من العمل معاً في دور الانعقاد السابق للكونغرس، فلا يوجد سبب يمنعنا من العمل معاً والتوصل إلى إجماع على أشياء مهمة في دور الانعقاد الحالي أيضاً”.
ووصف الرئيس الأمريكي الديمقراطية في بلاده بأنها “لا تُقهر”، وتعهد بالعمل مع الحزب الجمهوري المعارض، وجلس رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، خلف بايدن لأول مرة، وقال الرئيس: “السيد رئيس مجلس النواب، لا أريد أن أشوه سمعتك، لكنني أتطلع إلى العمل معك”.
وأكد بايدن أن الاقتصاد الأمريكي في وضع أفضل “من أي بلد آخر على وجه الأرض”، في تحقيق النمو على الرغم من التحديات التي فرضها وباء كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا، وقال: إن “الوباء عطّل سلال إمداداتنا وحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجائرة والوحشية في أوكرانيا عطّلت إمدادات الطاقة، إضافة إلى إمدادات المواد الغذائية”، وأضاف “لكننا في موقع أفضل من أي بلد آخر على وجه الأرض”.
من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأمريكي شركات النفط الكبرى باستغلال أزمة موارد الطاقة الأخيرة لتحقيق الأرباح، مطالباً بفرض زيادة ضريبية كبيرة على عمليات إعادة شراء أسهم الشركات لتوجيهها للاستثمار أكثر في الإنتاج.
وقال: “العام الماضي حققوا أرباحاً بلغت 200 مليار دولار في خضم أزمة طاقة عالمية. أعتقد أن هذا أمر فاحش”، كما دعا إلى فرض حد أدنى للضريبة على أصحاب المليارات، وأوضح أن “أي ملياردير يجب ألا يدفع ضريبة تقل عن تلك التي يدفعها مدرّس أو رجل إطفاء”.
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يخرج من كل أزمة أقوى مما كان عليه، وأضاف “قصة أمريكا هي قصة تقدم وقدرة على الصمود والمضي قدماً دائماً وعدم الاستسلام أبداً. قصة فريدة من نوعها بين جميع الأمم. نحن البلد الوحيد الذي يخرج من كل أزمة أقوى مما كان عليه عندما دخل فيها. وهذا ما نفعله مرة أخرى”.
وتابع “بينما أقف هنا الليلة، فقد حققنا رقماً قياسياً بلغ 12 مليون وظيفة جديدة. والمزيد من الوظائف التي تم توفيرها في عامين أكثر مما وفره أي رئيس في 4 سنوات”، وأوضح بايدن أنه للحفاظ على أقوى اقتصاد في العالم، نحتاج أيضاً إلى أفضل بنية تحتية في العالم، وأردف قائلاً: “اعتدنا أن نكون رقم 1 في العالم في البنية التحتية، ثم تراجعنا إلى المرتبة الـ13، والآن نعود لأننا اجتمعنا لتمرير قانون البنية التحتية من الحزبين”.
وأضاف “أعلن الليلة عن معايير جديدة تتطلب أن تكون جميع مواد البناء المستخدمة في مشاريع البنية التحتية الاتحادية مصنوعة في أمريكا، وسيتم إنشاء الطرق الأمريكية والجسور الأمريكية والطرق السريعة الأمريكية من المنتجات الأمريكية”.
ولفت الرئيس إلى أنه “في عام 2020، حققت 55 من أكبر الشركات في أمريكا أرباحاً بقيمة 40 مليار دولار ودفعت صفراً في ضرائب الدخل الاتحادية. هذا ببساطة ليس عدلاً. ولكن الآن بسبب القانون الذي وقعته، يتعين على الشركات التي تبلغ قيمتها مليار دولار أن تدفع ما لا يقل عن 15%”.
وصرح بايدن أن الولايات المتحدة لن تسمح للصين بترهيبها، لكنه أكد في الوقت نفسه أن واشنطن لا تسعى إلى نزاع مع بكين، وقال: “لا تسيئوا فهمنا: كما أظهرنا بوضوح الأسبوع الماضي، إذا هددت الصين سيادتنا، فسنعمل على حماية بلادنا وفعلنا ذلك”، في إشارة إلى إسقاط الجيش الأمريكي لمنطاد صيني السبت الماضي قبالة سواحل ولاية كارولاينا الجنوبية.
ورد الرئيس أمام مجلسي النواب والشيوخ على الانتقادات الحادة للمعارضة الجمهورية التي تتهمه بأنه انتظر طويلاً، معتبرة ذلك مؤشر “ضعف” لإدارته في مواجهة بكين، وقال إن الولايات المتحدة اليوم في أقوى موقع منذ عقود للمنافسة مع الصين أو أي طرف آخر في العالم.
وأكد أن “الفوز بالمنافسة مع الصين يجب أن يوحدنا جميعاً”، مؤكداً في الوقت نفسه تصميمه على العمل مع الصين حيث يمكن أن يخدم ذلك المصالح الأمريكية ويفيد العالم بأسره.
وأضاف “أوضحت للرئيس الصيني شي جين بينغ أننا نسعى إلى المنافسة وليس إلى صراع”، مشيراً مرات عدة إلى معركة تصنيع أشباه الموصلات حيث فقدت الولايات المتحدة مكانتها المهيمنة لصالح الصين.
وحول الاقتصاد أيضاً، اتهم بايدن المعارضة الجمهورية بالسعي إلى “أخذ الاقتصاد رهينة” في مواجهة تهديدات برلمانيين بعدم التصويت لصالح رفع سقف الدين، وقال: إن “بعض أصدقائي الجمهوريين يريدون أخذ الاقتصاد رهينة، ما لم أوافق على خططهم الاقتصادية”.