أخبار عربية

المعوقات الإسرائيلية والأمطار تفاقم معاناة النازحين في الخيام بغزة

سلطت صحيفة” نيويورك تايمز” الأمريكية، الضوء على المعاناة المتفاقمة التي يكابدها النازحون المكدَّسون في الخيام بقطاع غزة المدمَّر جراء الحرب الإسرائيلية على مدى أكثر من عامين، وذلك بسبب هطول الأمطار التي أغرقت الخيام المهترئة، في الوقت الذي تعرقل إسرائيل دخول المساعدات للقطاع.

خاض حسين عواضة معركة فاشلة لمنع خيمته الممزقة في جنوب غزة من الفيضانات، مع هطول أمطار غزيرة على القطاع المدمر.

يعيش عواضة (23 عامًا) في الخيمة مع والديه وثلاثة أشقاء أصغر سنًا، وقال لـ”نيويورك تايمز”: “كان المطر غزيرًا، وكانت الثقوب كثيرة جدًا.. غمرت المياه مراتبنا وبطانياتنا.. ليس لدي أي خطة.. تخليت عن التخطيط منذ زمن طويل، فمع انعدام الموارد، لا معنى للتخطيط.. نحن نحاول فقط البقاء على قيد الحياة هنا”.

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد أكثر من عامين من الحرب، لا يزال الكثيرون في غزة نازحين ويعيشون في مخيمات بدون مياه جارية أو كهرباء، إذ دمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية مساحات شاسعة من القطاع، تاركة الكثيرين بلا مأوى.

قدَّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بأكثر من 70 مليار دولار، وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يتم توفير أي تمويل لإعادة الإعمار إلى نصف قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

ومع بدء هطول الأمطار بغزارة أمس الأول الجمعة، غمرت المياه بعض الخيام والملاجئ المؤقتة الأخرى بسرعة، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وسكان غزة الذين أجرت “نيويورك تايمز” مقابلات معهم.

وبموجب شروط وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل ملزمة بالسماح بدخول مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات -بما في ذلك الغذاء والمساعدات والمواد المستخدمة في المأوى- إلى غزة يوميًا، لكن وكالات الإغاثة تقول إن إسرائيل لم تُدخل ما يكفي من المأوى وإمدادات التدفئة لتمكين سكان الخيام من الاستعداد، وبعض المعدات غير متوفرة، مثل أدوات تصريف المياه وإزالة النفايات الصلبة والأنقاض، وفقا للأمم المتحدة.

قال مسؤول كبير في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إسرائيل تنتهك القانون الدولي من خلال استمرار فرض القيود على تدفق المساعدات إلى غزة، حيث لا يزال السكان يعانون من نقص حاد في الغذاء والسلع المنقذة للحياة مع حلول فصل الشتاء.

ونقلت صحيفة “ذا جارديان” البريطانية عن ناتالي بوكلي، نائبة المفوض العام لـ”أونروا”، أن العالم أجمع -بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- بحاجة إلى زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لضمان تدفق المساعدات إلى غزة دون قيود.

قالت “بوكلي” إن لدى الوكالة الأممية ما يكفي من الغذاء والخيام وغيرها من الضروريات لملء ما يعادل 6000 شاحنة، وأضافت: “مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار المجاعة التي تسيطر على السكان، من الضروري السماح بدخول جميع هذه المساعدات إلى غزة دون تأخير.. ستكون إمداداتنا كافية لتوفير الغذاء لجميع السكان لمدة 3 أشهر تقريبا.. لكن ما يبقى في الخارج غير قادر على الدخول، وينطبق هذا على وكالات الأمم المتحدة الأخرى لأن القيود والمعوقات الإسرائيلية لا تزال قائمة”.

وقدَّرت أن نحو نصف الشاحنات المحملة بالمساعدات يوميًا، والتي تتراوح بين 500 إلى 600 شاحنة فقط “إن وجد”، وصلت إلى المنطقة المدمرة.

أضافت “بوكلي” أن إسرائيل كقوة احتلال “لا تلتزم بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي”، في إشارة إلى اتفاقية جنيف الرابعة وكذلك الرأي الاستشاري الأخير من محكمة العدل الدولية الذي قال إن إسرائيل يجب أن تضمن حصول شعب الأرض الفلسطينية المحتلة على “الإمدادات الأساسية للحياة اليومية”.

خلص قرار محكمة العدل الدولية نفسه، الصادر في 22 أكتوبر، إلى أن إسرائيل ملزمة بالتعاون مع أونروا، ولم تجد المحكمة أي دليل على افتقار الوكالة الأممية للحياد أو أن عددًا كبيرًا من موظفيها أعضاء في حماس، وهي ادعاءات كررتها حكومة بنيامين نتنياهو مرارًا.

وقالت “بوكلي” إنها لم تتلق أي إشارة إلى أن إسرائيل تنوي تغيير سياسة عدم الاتصال التي تنتهجها تجاه الأونروا.

في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، تتجمع بعض الأسر النازحة في خيام هشَّة مؤقتة مصنوعة من قطع القماش المشمع والبطانيات البالية.

تعيش عائشة القديري (35 عامًا) في مخيم مع ابنها وابنتها الصغيرين، وبسبب انقطاع الكهرباء، تضطر -كغيرها من سكان غزة- إلى طهي الطعام على نار مكشوفة، وقالت إن الأمطار الغزيرة زادت من صعوبة ذلك، وتساءلت: ” كيف نعيش هكذا؟ إنه نوع آخر من المعاناة التي لا يبدو أن أحدًا يكترث لها، لقد تحملنا ما يكفينا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى