جنوب أفريقيا تنشر قوات الجيش للحد من أعمال العنف المتواصلة

وشوهد جنود يقومون بدوريات في شوارع بيترماريتسبرغ ظهر اليوم، لكن الجيش قال في بيانه إن “الانتشار سيبدأ بمجرد الانتهاء من جميع العمليات” التحضيرية.
وتواصلت أعمال نهب واضرام نيران في البلاد اليوم، في يوم رابع من أعمال العنف التي بدأت أساساً إثر سجن الرئيس السابق لكنها باتت الآن تأخذ منحى إجراميا ممزوجاً باليأس الاقتصادي الذي تعزز بسبب القيود المفروضة منذ منتصف يونيو لمواجهة موجة ثالثة من فيروس كورونا.
واضاف البيان أنه سيتم تحديد مدة الانتشار وعدد الجنود “وفقا لتقدير الشرطة للوضع الميداني”.
ينحصر دور الجيش في “ضمان الأمن وسلامة بيئة العمل حتى تتمكن الشرطة” من أداء عملها في شروط أفضل، بحسب الجيش، فيما خرج الوضع عن سيطرة الشرطة المنتشرة على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة.
وسُدت طرقات فيما اجتاحت حشود مراكز تسوق. وبثت القنوات التلفزيونية المحلية لقطات مباشرة للأوضاع التي عمها التوتر في مقاطعة كوازولو ناتال (شرق)، حيث أودع زوما السجن الخميس واندلعت غداة ذلك أولى مظاهر الغضب، إضافة إلى العاصمة الاقتصادية جوهانسبرغ.
وأظهرت هذه المشاهد تصاعد سحابة من الدخان الأسود فوق مركز تسوق في بيترماريتسبرغ (شرق) وتدافع أشخاص نحو مدخل المبنى المحترق لنهبه، بينما خرج آخرون بعربات تسوق محملة بالبضائع.
وتعرض متجر في إشوي، وهي بلدة تبعد حوالى 30 كيلومتراً من نكاندلا، حيث يمتلك زوما منزلاً فخماً تم تجديده على نفقة دافعي الضرائب إبان ولايته الرئاسية (2009-2018)، للنهب صباح اليوم قبل ان تصل الشرطة لتفريق الحشد بإطلاق الرصاص المطاط، على غرار ما حدث في اليوم السابق في الأحياء الفقيرة بجوهانسبرغ.
وأُضرمت النيران في شاحنات على امتداد طريق يربط بين المدن بالقرب من دوربان، وهو ميناء رئيسي في جنوب إفريقيا، إلى جانب عشرات السيارات في المنطقتين المتضررتين.
وتواصلت أعمال النهب في جوهانسبرغ ليل الأحد الاثنين. وفي الصباح كانت أجزاء من الطريق السريع لا تزال مغلقة، بحسب الشرطة التي اشارت إلى توقيف العشرات من المشتبه بهم.
وجدد الرئيس سيريل رامابوزا مساء الأحد دعوته إلى التهدئة، معرباً عن قلقه من أعمال العنف “المتقطعة والتي تزداد حدة”.
وقال الرئيس إن “البعض يشعر بالإهانة والغضب بلا شك، لكن لا شيء يبرر مثل هذه الأعمال التخريبية” التي تؤدي إلى الحاق الضرر بالاقتصاد الهش.
وسجن زوما الخميس بعدما حكم عليه بالسجن 15 شهرا في نهاية يونيو بتهمة تحقير القضاء.
ولكن شخصية المناضل السابق ضد الفصل العنصري و”الرجل العصامي” الذي تدرج في كل الرتب، لا تزال تحظى بشعبية وتثير الإعجاب خصوصا في مسقط رأسه.