البنتاغون يطلع الكونغرس على استراتيجيته الإلكترونية المحدثة

بدأ القادة العسكريون الأميركيون في الكشف عن «الاستراتيجية الإلكترونية» المحدثة لوزارة الدفاع، داعين القوات إلى «شن حملة في، وعبر الفضاء الإلكتروني» للدفاع عن البلاد.
وأعلن البنتاغون يوم الجمعة أنه شارك نسخة سرية من استراتيجيته السيبرانية لعام 2023 مع الكونغرس، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ووعد بإصدار ملخص غير سري للاستراتيجية الجديدة في الأشهر المقبلة.
وتماشياً مع البيانات السابقة والشهادات التي أدلى بها كبار مسؤولي البنتاغون أمام الكونغرس، تصنف الاستراتيجية الإلكترونية الجديدة الصين على أنها «التهديد الرئيسي». ووفقاً لما وصف بالحقائق الاستراتيجية، فإن «جمهورية الصين الشعبية تمثل تحدي السرعة لوزارة الدفاع». وقالت إن «الصين قامت باستثمارات كبيرة في القدرات الإلكترونية العسكرية، ومكنت عدداً من المنظمات الوكيلة من متابعة الأنشطة السيبرانية الضارة ضد الولايات المتحدة».
وتشمل التهديدات الرئيسية الأخرى في استراتيجية البنتاغون الإلكترونية لعام 2023، روسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، والمنظمات الإرهابية، وعصابات الجريمة.
وتُحدِّث الاستراتيجية الإلكترونية الجديدة، الاستراتيجية السابقة الصادرة عام 2018 و«تأخذ في الاعتبار سنوات من الخبرة الواقعية في عمليات الفضاء السيبراني المهمة لوزارة الدفاع»، وفقاً لبيان صادر عن البنتاغون.
وتشمل هذه العمليات 47 عملية نشر في 22 دولة لما تسميه القيادة الإلكترونية الأميركية «فرق تعقب»، كان آخرها في لاتفيا وألبانيا. ولعبت تلك الفرق أيضاً، دوراً في تأمين الانتخابات الرئاسية لعام 2020. ويضيف البيان، أن المسؤولين الأميركيين، يتعلمون أيضاً من محاولات روسيا استخدام الهجمات الإلكترونية كجزء من غزوها لأوكرانيا.
وقال البنتاغون، يوم الجمعة، في «صحيفة حقائق» منفصلة غير سرية: «ستزيد الوزارة من قدراتها الإلكترونية إلى أقصى حد لدعم الردع المتكامل، وتوظيف عمليات الفضاء الإلكتروني بالتنسيق مع أدوات القوة الوطنية الأخرى». كما حذر من أن الفرق الإلكترونية العسكرية الأميركية، «ستقوم بحملات داخل وعبر الفضاء الإلكتروني دون مستوى النزاع المسلح لتعزيز الردع وإحباط الخصوم».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت جين إيسترلي، مديرة وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية، من أن الصين ستتحول على الأرجح إلى الفضاء الإلكتروني إذا تحولت التوترات بين بكين وواشنطن إلى «شيء آخر».
وقالت في منتدى نظمه مشروع الدراسات التنافسية الخاصة: «في حالة نشوب صراع مع الولايات المتحدة، سنرى بالتأكيد الصين تستخدم عمليات سيبرانية عدوانية، ضد بنيتنا التحتية الحيوية وستكون بالتأكيد قادرة على تعطيلها».
وقال البنتاغون إن الاستراتيجية الجديدة تكمل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني لعام 2023، التي أطلقها البيت الأبيض في وقت سابق من هذا العام.
وقال مسؤولو الأمن السيبراني في البيت الأبيض، إن الاستراتيجية الوطنية تدعو إلى استجابة أكثر عدوانية من جميع جوانب الحكومة الأميركية لأي نشاط إلكتروني ضار.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية خلال إطلاق الحملة في مارس (آذار) الماضي: «نحن بالتأكيد في موقف أكثر تقدماً للتأكد من أننا نحمي الشعب الأميركي من هذه التهديدات»، مضيفاً أن ذلك يشمل استخدام الأدوات العسكرية. وأشار المسؤول إلى أن «هذه خيارات لدى الرئيس، ونحن بالتأكيد منفتحون على استخدامها جميعا».
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية، جنباًً إلى جنب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة الأمن القومي الأميركية وشركاء من أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا، تحذيراً بشأن النشاط السيبراني من قبل جهة تهديد مرتبطة بالصين تُعرف باسم «فولت تايفون». وحذر تقرير منفصل صدر هذا الأسبوع عن شركة مايكروسوفت العملاقة للتكنولوجيا، من أن «فولت تايفون»، «تتابع تطوير القدرات التي يمكن أن تعطل البنية التحتية للاتصالات الحيوية بين الولايات المتحدة ومنطقة آسيا خلال الأزمات المستقبلية». كما حذر من أن الفاعل السيبراني المدعوم من الصين قد «استهدف بالفعل مؤسسات البنية التحتية الحيوية في غوام وأماكن أخرى».