قمة سويسرا : السلام في أوكرانيا يستدعي إشراك جميع الأطراف

دعت أول قمة دولية حول السلام في اوكرانيا، اليوم الأحد، والتي عقدت في غياب روسيا، إلى “إشراك جميع أطراف” النزاع بهدف وقف العمليات الحربية، بحسب البيان الختامي الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وجدد البيان الذي حظي بتأييد غالبية كبرى من المشاركين المئة، التأكيد على “مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي جميع الدول، بما فيها أوكرانيا”.
لكن البيان لم يحظ بدعم جميع المشاركين، وكانت الهند والسعودية والإمارات من أبرز الدول التي لم تدرج ضمن قائمة البلدان الداعمة التي عرضت على الشاشات خلال القمة.
وجاء في البيان الختامي “نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحوارا بينها”.
وأضاف “نؤكد مجددا التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دوليا”.
واجتمعت وفود من أكثر من 90 بلدا في منتجع بورغنستوك السويسري لحضور القمة المخصصة لمناقشة مقترحات كييف لإنهاء الحرب.
ولم تتم دعوة موسكو التي وصفت القمة بأنها “سخيفة” ومن دون جدوى.
وبذلت كييف ما في وسعها لتأمين حضور دول تحافظ على علاقات جيدة مع روسيا.
ودعا البيان الختامي كذلك إلى الإفراج عن جميع أسرى الحرب وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين “نقلوا وهجّروا بصورة غير قانونية” من أوكرانيا.
وتتّهم كييف روسيا باختطاف حوالي 20 ألف طفل من المناطق الواقعة في شرق البلاد وجنوبها بعدما سيطرت عليها قواتها.
كما ناقشت القمة قضايا الأمن الغذائي العالمي والسلامة النووية.
ودعت الدول أيضا إلى أن تكون لأوكرانيا “سيطرة سيادية كاملة” على محطة زابوريجيا النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا والتي تعد أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا وتسيطر عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب.
وكانت واشنطن قد جددت رفضها للشروط الروسية من أجل التفاوض والتوصل إلى السلام.
ووصف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، اليوم الأحد، مقترح السلام الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغير المعقول أو المقبول، قائلا إن تلبية مطالب موسكو من شأنها أن تعرض كييف لمزيد من الخطر.
كما اعتبر في تصريحات ألقاها خلال القمة، أن مطالب موسكو تعني تخلي كييف عن مزيد من الأراضي، وليس فقط تلك التي احتلتها القوات الروسية خلال العامين الماضيين من الحرب. وأوضح أن أوكرانيا ستكون ملزمة أيضًا بنزع سلاحها بموجب الاقتراح الروسي.
إلى ذلك، أكد أنه لا يمكن لأي دولة على الإطلاق أن تقبل مثل تلك الشروط، أو تعتبرها أمراً مقبولاً للسلام، بل رأى أن في مثل هذه الشروط تحدياً لميثاق الأمم المتحدة.
وكان بوتين عرض في كلمة نارية يوم الجمعة شروطه لوقف النار والتفاوض مع كييف، طالباً انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، شرق وجنوب أوكرانيا، بعد أن سيطرت قواته على أجزاء منها.
كما اشترط تخلي السلطات الأوكرانية عن طموحاتها ومساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي من أجل بدء المفاوضات.
وحضر المؤتمر زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان، وكذلك قادة الاتحاد الأوروبي وزعماء كولومبيا وتشيلي وفنلندا وغانا وكينيا وبولندا.
فيما أرسل الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب سوليفان، نائبته كامالا هاريس لتمثله، والتي أعلنت أمس السبت عن مساعدة بأكثر من 1,5 مليار دولار لكييف معظمها لقطاع الطاقة الأوكراني.
أما حليفتا روسيا في مجموعة بريكس، البرازيل وجنوب إفريقيا، فقد أوفدتا مبعوثين فقط. كما تمثلت الهند على مستوى وزاري، في حين لم تشارك الصين مشترطة حضوراً روسياً.
يذكر أن اجتماع بورغنستوك أتى مباشرة بعد قمّة مجموعة السبع التي وافقت فيها الدول السبع الغنيّة على تقديم قرض جديد بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، باستخدام الأرباح من الفوائد على الأصول الروسية المجمدة.