أخبار عربية

أزمات لبنان تقوّض مساعيه لجذب العُملة الصعبة

تحاصر الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية محاولات لبنان لاستقطاب السياح والعملة الصعبة، رغم تراجع الخدمات، وفي مقدمتها التغذية الكهربائية، والمحروقات، والمشتقات النفطية، وبعض السلع الغذائية، والطبية، التي يستهلكها السائحون، والمغتربون العائدونن فضلاً عن اللبنانيين أنفسهم.

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الجمعة، أن القطاع السياحي اللبناني معرض لانتكاسة هذا الصيف بسبب الأزمة التي طالت قطاعات حيوية، مثل انقطاع الكهرباء المتواصل، وأزمة النقل المترتبة على أزمة البنزين، وارتفاع كلفتها حين توجد.

وأعلنت مؤسسة كهرباء لبنان، الخميس، أن إجمالي الطاقة المنتجة على الشبكة حالياً هو بحدود 720 ميغاواط، بعد تخفيضها تدريجياً خلال الأسابيع الماضية، بحيث تشهد على أثره جميع المناطق اللبنانية، بما فيها منطقة بيروت الإدارية، ارتفاعاً ملحوظاً جداً في عدد ساعات التقنين.

وأكد الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة للصحيفة، أن غياب البنية التحتية في لبنان، وتراكم الأزمات، يقوّض مساعي الحكومة لاستقطاب العملة الصعبة، وجذب السائحين، والمغتربين اللبنانيين.

وقال إن “الأزمة مردها غياب حكومة تمثل ضمانة للسائحين والمقيمين على حد سواء”، وهو أمر مفقود بفعل الأزمة السياسية المتحكمة، لافتاً إلى أزمات أخرى “تصور على أنها أزمات أمنية ستمنع السائحين من زيارة لبنان”، في إشارة إلى اعتراض ليل الأربعاء على قرار مجلس شورى الدولة القاضي بالتوقف عن دفع الودائع بالدولار في المصارف على سعر صرف 3900 ليرة لبنانية، وإلزام المصارف بدفع الودائع بالدولار، وهو ما يعتبر غير متاح للمصارف التي تعاني نقصاً في الدولار، ما دفع الناس للخروج إلى الشوارع وتكسير عدد من أجهزة الصراف الآلي.

وأضاف “هذا المشهد الذي سيُنقل في الإعلام العالمي، سيصور الأزمة أمنية وليست حركة اعتراضية فقط، وهو أمر سيقوض كل المحاولات لاستدراج السياح”، فضلاً عن “القصور في تنمية البنية التحتية التي تتمثل في شبكة مواصلات وتأمين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمحروقات والأدوية وسلع غذائية من ماركات عالمية يطلبها السائح”.

وتتراكم الأزمات في لبنان على ضوء نقص العملة الصعبة التي يحتاجها لاستيراد منتجات كثيرة ما يحول دون توفير تلك السلع في الأسواق، ووصلت الأزمة أدوية وأثرت على الخدمات الطبية بسبب نقص التجهيزات.

وتُضاف تلك الأزمات إلى معضلة استقطاب الاستثمارات الأجنبية في غياب استقرار سعر صرف العملة المحلية، والأزمة السياسية التي حالت دون تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.

وذكرت أن “الحديث عن صيف واعد غير دقيق، فمعظم السياح هم من اللبنانيين المغتربين الذين يزورون عائلاتهم، وينفقون بالليرة اللبنانية، إضافة إلى بعض السياح العرب الذين يفضلون لبنان بسبب وحدة اللغة والثقافة الدينية والفوارق في سعر صرف العملة بين لبنان وبلادهم، أما الأوروبي فليست وجهته لبنان في غياب الضمانات الأمنية والسياسية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى